mardi 10 décembre 2013

فتحلمين ...

و يخالونني أخشى ما يقولون و ما يردّدون أو من المتستّرين عمّا يفعلون … كتب الدوعاجي عن جولته بين حانات المتوّسط …و أكتب عن جولة صغيرة ليلية ها هنا  و بين شوارع العاصمة و مقاهيها و حاناتها …

عاركم بين فخذي نسائكم …عاركم ارتبط بقطعة قماش قصرت أو طالت … و العار بالنسبة لي في جهلكم … في ابتعادكم عن القراءة و الفنّ و الثقافة و التفكير … العار في صمتنا عمّا نعيش من استغلال و ظلم و استبداد و تخلّف … عارنا في صمتنا امام بلاد اغتصبت من الوراء و الامام … من قبل المتسترين بالدين المتاجرين بالقيم و البلاد و العباد 

حانة الجماييكا أو " الديزيام " حيث تخال انّك ملك البلاد و حاكمها … تركبين المصعد القديم المتهالك و تطول الدقائق الفاصلة بين ركوبك اياه و تحرّرك منه في الطابق العاشر لتجدي نفسك أمام الحبيبة … تونس أو قلب تونس … و شريانها الرئيسي ذلك الشارع الذي أهوى و أحبّ … و يقابلك المسرح البلدي منذ الوهلة الاولى … و تشدّك هندسته الفرنسية الايطالية و يجلبك بياضه … نعم المسرح ذلك الرمز الذي كادت يد الجهل ان تغيّبه في فترة ما من الفترات القاتمة في تاريخ هذه البلاد لولا تحرّك نساء البلاد و رجالها الغيورين على تراثها و تاريخها و معمارها … و يشدّك نزل الافريكا بهندسته الحديثة انظارك … ثمّ يطالعك المبنى الرماديّ جاثما ها هناك … و تتوالى الذكريات بين بغيظة و سعيدة … فلقد عذّب الكثير من الاحبّة فيه شرّ تعذيب و من امامه لمحت تباشير صباح الجديد وسط برد الشتاء القارس … و يجلبك لمعان في الافق و تناديك البحيرة فجزيرة شكلي … تنظرين يسارا … فتلمحين ذا ك المبنى الكريه الذي جثم أصحابه على صدور التونسيين سنوات و سنوات … و تتذكّر لافتته الحمراء التي تمّ اسقاطها ذات يوم من ايام جانفي 2011 وسط هتاف الجماهير و تجلبك الاضواء البنفسجية لمقرّ التلفزة التونسية و تحاول تحديد الاماكن وسط الليل الدامس البهيم … تراقبين المارّة رائحين غادين في حركة نشيطة و تتذكّرين خلية النحل و نشاط النمل و تردّدين ابيات من معلّقة امرؤ القيس 
مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً
كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

فاين نحن ذاهبون ؟ 

تغمضين عينيك و يمرّ شريط الذكريات هنا حيث كانت تقام الحفلات … بمناسبة الانقلاب الذي سميّ تغيير … كنت تصعدين هاهنا و تتامّلين المشهد متحسّرة متالمة كما هو حالك الان … رحل الحاكم و لم يرحل نظامه المستبدّ … هاهنا حيث تجمهر الالاف في لحظة قيل انّها لحظة غضب و الله اعلم … هنا حيث تعالت اصواتنا منادية برحيل دكتاتور … هنا حيث يختلط الحابل بالنابل و تتعدّد المطالب و الطلبات … تغمضين عينيك و تحلمين … قبل ان ترمي جسدك المتعب في المصعد المتهالك من جديد … 

و يحتضنك الشارع …
فهذا يعربد بعد ان عاقر ما لذّ له من الخمرة و مشروب الشعير الاصفر الذهبي ّ 
وتسكنك ابيات الشعر من جديد : 
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها
لو مسها حجر مسته سراء

و تلك أتعبها كعبها العالي فعجزت عن المشي . 
وذاك طال قميصه الافغاني فعطّل حركاته …
ورجال امن أشهروا اسلحتهم في وجوه الجميع سواء 
و فجاة تمرّ سياراتهم المختلفة في حركة استعراضية في الشارع العظيم … 
وتلك قطط تتضوّر جوعا رغم انتشار القمامة التي سودّت و جه البلاد زمن الكتاب الاسود 

وتحتضنك حانة بفّون و تستقبلك اغنية " ريتك ما نعرف وبن " لبوشناق و ترحلين الى اماكن مختلفة من البلاد و انت واقفة في نفس المكان و يتوقّف بك الزمان للحظات … و تنسين لوهلة ألما في قلبك على بلاد اغتصبت و على حبيب خلت انّه حبيب و ما كان كذلك …تاخذك الاغنية الى الحلفاوين و باب سويقة و باب منارة و حلق الواد … فتحلمين ...

jeudi 5 décembre 2013

تونسية و اللّي عندو ريح يذرّي عشرة ...

كلمتين كتبتهم الصباح في شكل "ستاتو " فايسبوك تفاعلو معاهم برشة ناس منهم بنات وولاد حومتي وفكّروني ببرشة :تفاصيل يمكن نسيتها ياخي حبيت نزيد نطوّرو ونخرّج منّو نص أطول  شوية " 


لا مانيش بنت باريس ولا نيويورك ما قريتش في السوربون و لا في هارفارد
 .
. انا بنت الزهراء :مدينة صغيرة نقوموا فيها الصباح على تبطيب البحارة على فلايكهم و تزمير التران وهو متعدّي .  و نسهر على بومزويد الزبراطة الراكشين بين التينيس و الصقالة 

تولدت في دويرة صغيرة باردة خاطرها قديمة و كي تصبّ المطر يقطر السقف و نحطوا اسطلة باش ما تعومش الدار السقف 
قرمود … و الحيوط خايخة .  اما دارنا دافية بالحب و الحنان و القناعة و المبادئ … غرسوهم فينا بو و ام ضحّاو بكلّ شي  باش كبّروني …

دارنا كانت صغيرة في الحجم اما كبيرة خاطرها كانت محلولة للناس الكلّ و عشا ليلة كان لزم نقسموه على عشرين المهم ما يقصدنا حد و يبات في الشارع ولاّ يبات جيعان …

في الصيف نقوموا مالصباح و "مايواتنا "و البحر ...كنّا نتلمّوا بنات وولاد منها تبحيرة و منها طريّح "بيتش" و ساعة 
ساعة ترصّي في تكويرة . 

في الليل يا يلمونا les galas متاع المسرح يا 100 قلوب و  لا ّ glace granite  من عند ال La Délicieuse و نقعدوا على حافة البحر و ساعة ساعة نختموها بمشية aller-retour للهمهاما اي شبيه ما فيها باس كي واحد ياكل بريكة عند الجيران … فيسنا كراهب و موتورات كبيرة … التينيس يلمنا و البيسين تستر همنا …

و ساعة ساعة واحد يعمل كسّة على المرسى و سيدي بو و حلق الواد  هاو glace Salem  هاو بمبلوني  هاو بريك 
و دورة على الكرنيش و طلّة على قهوة سيدي بوحديد …

كي كبرنا شوية حافة الشطّ ماعادش تقضي و طوالت ساقينا وولاّت ال destination متاعنا ال calypso و ال oasis 

و مع العايلة كنت نعدّي في جربة ايامات و هي محافل و هي عروسات . جوّي كي نلبس الملحفة و نلوّط ايديّا و سقيّا بالحنة 
و نمشي لمحفل في المنزل و ما نحكيلكمش على الاحساس كي نغطس في الثريد بيديّا … ماحلا ايامات المرسى و glace ال marina و قهوة في la Fontaine ولاّ بريكة من عند اليهودي في الحارة … و ما تحكيش على جو سيدي ياتي و سيدي جمور …

في الشتاء القراية تلهينا و الbasket تزهينا و طريّح tennis يدفينا و ال odéon تزهّينا …
نهار الحد نهار سعيد نهز البسكلات و نشري  الباقات و الجريدة و نعمل طلّة على المرشي … نضحك للناس و الناس تضحكلي … وشكون ينسى وسيم ولاّ عصفور الله يرحمهم ؟ شكون ينسى لمّات الرونبوان كي الزهراء تهزّTitre شكون ينسى لمجد نجاح ninja  و سامي الحسيني و المرحوم هيكل قطوسة و عطيل عويج و بطّة و عدنان شنوة ؟ 

نستنّى ال weekend باش نعملو pique-nique في جبل ولاّ في غابة و عرفت البلاد شبر شبر و شفت عبادها و  فهمت  اش يعانيو و لاّ عطلة الشتاء و لاّ الربيع باش نمشي لمهرجان دوز و نطلّ على تمغزة و الشبيكة و في المولد وجهتنا القروان وين تتلمّ العباد و تجي من كلّ مكان ...

نبدا نستنّى في ايام قرطاج السينمائية  اللي كانت عيد بالنسبة لينا … 3 افلام في النهار ولمّة في قهوة ولاّ في بار …نقاشات … فلسفة على سياسة على فنّ  على ادب ...

في رمضان buvette علي كانت تلمّنا وكانوا الولاد يلعبو الرامي و الشكبة و انا وعلي نطيّبوا البوزة و الكريمة  و تاكل الناس الكلّ بلاش offre de la maison  و نتفرّجوا في التلفزة اللي ياما سرقوها 

لا ما قريتش لا في الSorbonne و لا في Harvard قريت في النجمة في الاسواق…ناخو التران و نشقّ المدينة ...

و كمّلت في حيّ الحبيب و في ال 2 Mars و تعدّيت على ابن رشيق و البوقا … ايامات … كانت قضيتنا الاولى و لخّرة فلسطين  … قرافات و مظاهرات و تسكير سكّة  و قداش كنت نحس بروحي نعمل في حاجة كبيرة كي نهز شكارة مقرونة و شوية دوايات كي يقولولنا باش نلموا مساعدات  للمحتاجين و لاّ لاغاثة الناس في فلسطين  و كمّلت في ال 9 افريل و مش 
في نيويورك و يا ما قعدت في ال Place rouge و مع جماعة الدروج
يا حسرة على ايامات علي فلاح و طه ساسي و اجتماعاتهم العامة يا حسرة كي كنّا نقولو لا و يتسكّر شارع 9 افريل و نتلقاو  مع اولاد و بنات ابن شرف و ال Médecine 

عام الاستاذية عام صعيب  نخرج من شارل نيكول نعدّي الامتحان و نرجع لفرش سبيطار …
حرابش و dialyse  اما الحمد الله ياربّي ما يدوم حال …

 و خذيت الماستار في منّوبة …لا في Oxford و لا في Cambridge 

للّي يقلّي ماكش تونسية نقلّو تونسية و كان عجبك …

أنا بنت تونس المستقلّة 
تونس الزاهية الفرحانة 
تونس الملوّنة و متاع التعدديّة 
تونس المزيانة 
تونس المرا القوية 
تونس المضيافة 
تونس الحنينة 

 حلّيت عينيّا هنا تربّيت هنا , 
كبرت و قريت هنا جدودي مدفونين هنا و
 انا  باش نعيش كيما  انا نحب هنا  و ما نموت كان هنا  و ما  نتدفن كان هنا …

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...